عبد المحسن سلامة خلال تكريم أسر الشهداء: "لست هنا من أجل تكريمكم بل لأنال شرف لقائكم
قال عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام خلال لقائه مع أسر الشهداء من قوات الجيش والشرطة، في احتفالية مؤسسة الأهرام لتكريم أسر الشهداء والتي نظمتها مجلة السياسة الدولية، "لست هنا من أجل تكريمكم بل من أجل نيل شرف لقائكم".
بحضور أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، ومحمد إبراهيم الدسوقي رئيس تحرير بوابة الأهرام، وعمر سامي مدير عام مؤسسة الأهرام.
حيث قال رئيس مجلس الإدارة في في كلمته:" تكريم حضراتكم هو واجبنا كمؤسسة الأهرام تجاه أهالي ابطالنا شهداء الواجب الوطني، الذين قدموا تضحيات جسيمة لا يدرك حجمها الهائل إلا من قدم لمصر شهيداً أو مصاباً وإلا من روى دمه الطاهرة تراب هذا الوطن ليستمر نابضاً بالحياة ومثمراً بالخير والسلام والنماء. إن تقديمكم لأرواح أبنائكم من أجل مصر.. ليس غريباً عليكم فمصر كانت دوماً مقبرة الغزاة وهي الآن حائط الصد المنيع الذي وقف ولا يزال أمام موجات الخطر والإرهاب التي طالت منطقتنا بأسرها فدمرتها وأصابت الملايين من سكانها.. بالخوف والتشريد والقتل.. وضياع المستقبل"
واستكمل كلماته قائلا:" اليوم تحتفي وتفخر مؤسسة الاهرام بكم، تحية منا لكل شهيد ضحى بروْحه، فأحيا الوطن. الشهيد، هو من تخلى عن متاع الدنيا وزينتها في سبيل إعلاء كلمة الله والحفاظ على كرامة وطنه، هو ذلك البطل الذي لا يهاب الصعاب ولا المخاطر، بل يجابه العدو بكل شجاعة فيلقى حتفه غير آبه بشيء، مسطراً بذلك أعظم التضحيات على وجه الأرض. وظل حيا في قلوبنا جميعا المصريين، اليوم نرد الجميل لأرواح شهدائنا وأبطالنا وفاءا وعرفانا لهم ولهذا الوطن العزيز الذي يستحق منا كل التضحية وكل الاخلاص.
وأحب ان أؤكد على أن دم الشهيد مسك يفوح في الأرجاء، وروحه طائر أخضر فرّ من الدنيا الزائلة وما فيها من فرحٍ زائل، واختار أن يسكن إلى جوار ربه معززاً مكرماً، فالشهيد لم يهتم بجاه أو مال، ولم يقلق على زوجة أو ولد أو أم وأب، بل جعل نصب عينيه محبة الله تعالى وحده ونصرته، واختار درب الخلود طائعاً غير مجبر.
فعندما يرتقي الشهيد، ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد، وتختلط الدموع بالزغاريد، عندها لا يبقى لدينا شيء لنفعله أو نقوله، لأنه قد لخص كل قصتنا بابتسامته. ويجب على كل واحد منا قد أنعم عليه فكان ممن عايش الشهداء أن يتحدث عنهم، عن أخلاقهم وصفاتهم الرائعة وكلماتهم النيرة، فهذه بنظري أمانة في أعناقنا علينا أن نؤديها، فإذا كنا نحن من أنعم علينا بمعايشتهم لا نتحدث عنهم فمن الذي سينقل كلماتهم الطيبة وسماتهم الصالحة إلى الآخرين الذين حرموا من معرفتهم، أو إلى الأجيال الأخرى القادمة التي لا تعرف بأن على هذه الأرض مشى أناس قد يكونوا من أفضل من كانوا في عصرهم.
ورغم كونه عصيب علينا جميعا اليوم ان نتذكر ذكريات الشهداء الابرار معكم ولكنه مهم حتى تشعروا أن جميع المصريين معكم، ومجلس إدارة مؤسسة الاهرام والعاملين فيها في مقدمة من معكم. حيث إن الأمة التي تنسى عظمائها لا تستحقهم. علينا أن نستذكر كل شهيد في هذا الوطن كذكرى أيّام ولاداتهم واستشهادهم وألا ننسى بأن القتلة الإرهابين فلم يكن هدفهم سوى أن يمحوا أثرهم من هذه الدنيا. وبصمتنا نحن سنحقق أهدافهم، ولكن إن شاء الله أن الشعب سيبقى دائماً وفياً لهؤلاء الأبطال وأن يبقى على العهد وفي نفس الطريق يسير".